Bez tytułu

فشل العملية التأثيرية الروسية؟ يعترف الشيعة بأن روسيا “كانت تلعب مع إسرائيل” من وراء ظهورهم

* * *

فشل العملية التأثيرية الروسية؟ يعترف الشيعة بأن روسيا "كانت تلعب مع إسرائيل" من وراء ظهورهم

* * *

منذ سقوط نظام الأسد في سوريا، شهد السفير الروسي في العراق، إلبروس كوتراتشيف، تراجعًا حادًا في نشاطه العام. تشير تحليلات وسائل الإعلام الشيعية الموالية لإيران في العراق، والتي كانت تروج لروسيا بنشاط في السابق، إلى خيبة أملها من موسكو، وهو ما قد يفسر قرارها بالتراجع المؤقت.

في 8 يناير، بثت قناة العهدالشيعية، المرتبطة بجماعة عصائب أهل الحق وزعيمها قيس الخزعلي، تقريرًا اتهمت فيه روسيا بأنها لعبت لصالح إسرائيلفي سوريا وتخلّت عن الاستراتيجية الإيرانيةفيما يتعلق بمحاربة الجهاديين التابعين لهيئة تحرير الشام (HTS)، الذين استولوا على السلطة في سوريا. يستند هذا التقرير إلى مقابلة بثتها وكالة تابناكالإخبارية الإيرانية، تضمنت حوارًا بين قادة إيرانيين ومسؤولين في هيئة الأركان العامة، وكشفت أن جيش الأسد كان فاسدًا، ولم يكتفِ بتجنب القتال، بل قام تحت ضغط روسيا وغيرها بتخريب محاولات القوات الإيرانية في سوريا لشن عمليات عسكرية.

كما أشار التقرير الذي نقلته قناة العهدإلى أن الجيش السوري لم يزوّد القوات الإيرانية المتمركزة في حلب بأي أسلحة، ما أدى إلى سقوط المدينة بسرعة في يد هيئة تحرير الشام ومقتل قائد القوات الإيرانية، الجنرال كيومارس بورهاشمي.

يشير تقرير قناة العهدأيضًا إلى أن روسيا دعمت عمليات إسرائيل بعد الضربة الإيرانية على هذا البلد في أبريل 2024. وبحسب ما نقلته العهدعن وكالة تابناك، فإن روسيا أوقفت تشغيل راداراتها خلال الهجوم الإسرائيلي على القادة الإيرانيين في سوريا، وهو دليل واضح على تعاونها مع إسرائيل“. كما نقل التقرير عن أحد قادة الحرس الثوري الإيراني قوله: “تخلّت روسيا عن الاستراتيجية البرية الإيرانية التي كانت تهدف إلى القضاء على الجماعات الإرهابية، ووعدت بتنفيذ غارات جوية. لكن تبين أن هذه الغارات استهدفت منازل سكنية ومناطق صحراوية بدلاً من الأهداف العسكرية لتنظيم تحرير الشام“.

ظهرت بالفعل في منتصف ديسمبر تقارير تفيد بأن عناصر من نظام الأسد، بتوجيه من الروس، زوّدوا إسرائيل بمعلومات عن مواقع تمركز القوات الإيرانية في سوريا لتمكين استهدافها بالقصف الجوي. استندت هذه التقارير إلى وثائق مسربة من الاتصالات بين وزارة الدفاع السورية وضابط مخابرات إسرائيلي يحمل الاسم الرمزي موسى، والذي كان يشرف على هذه العمليات. لم يكن هذا الأمر مفاجئًا، حيث كان معروفًا منذ فترة طويلة أن روسيا تمنع الأسد من تشغيل الدفاعات الجوية السورية خلال الغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا. ما أثار الدهشة، بدلاً من ذلك، هو أن إيران، رغم ذلك، زوّدت روسيا بطائرات مسيّرة استخدمتها في أوكرانيا، في حين أن وسائل الإعلام مثل العهداستمرت في الترويج لسرديات كوتراتشيف الغريبة حول أوروبا، الحروب العالمية، والحرب في أوكرانيا.

قد يشكل تقرير قناة العهدبداية لتغيير في الخطاب الإعلامي للمصادر الشيعية الموالية لإيران بشأن الوضع في سوريا. حتى الآن، كانت السردية السائدة تقوم على نظرية مؤامرة تُحمّل مسؤولية الإطاحة بالأسد لتحالف يضم إسرائيل، الجهاديين، تركيا والغرب. إلى حد ما، كان هذا السرد يتماشى مع الرواية الروسية التي سعت إلى تصوير سقوط الأسد كجزء من معركة روسيا الوحيدةضد عدوان الغربعلى عدة جبهات، بما في ذلك أوكرانيا والشرق الأوسط. التقرير المذكور يكشف زيف هذه السردية ويفضح التناقضات فيها.

يبقى السؤال مفتوحًا حول الاستراتيجية التي ستتبعها روسيا الآن لاستعادة نفوذها بين الشيعة العراقيين، وما إذا كانت ستنجح مرة أخرى في خداع هذه الأوساط عبر اللعب على مشاعر العداء للغرب.

* * *

إعداد: ويتولد ربيتوفيتش | shafafiyat.com

* * *