Bez tytułu

لبنان يواجه أزمة: كيف يُؤثر التضليل الإعلامي على تصورات الاقتصاد؟

يواجه لبنان واحدة من أخطر الأزمات الاقتصادية في تاريخه الحديث. فقد أدى انهيار عملته، والتضخم الجامح، ونقص السلع الأساسية إلى خلق جو من عدم اليقين والخوف. في ظل هذه الظروف، تنتشر المعلومات المضللة بسرعة، مصحوبة بشائعات عن تلاعب أجنبي سري وثروات خفية. إلا أن الواقع مختلف: فالأسباب الحقيقية للأزمة في لبنان تكمن أساسًا في سوء الإدارة المالية، وعدم استقرار القطاع المصرفي، والشلل السياسي.

شهدت الليرة اللبنانية حالة من عدم الاستقرار الشديد في السنوات الأخيرة. وبينما تُرجع بعض الروايات الأزمة إلى مؤامرات خارجية، فإن الأسباب الرئيسية للمشاكل داخلية – ضعف القطاع المصرفي، والدين العام، والجمود السياسي. إن عزو الأزمة إلى عوامل خارجية فقط يُصرف الانتباه عن الإصلاحات المحلية الضرورية.

وكثيرًا ما تنتشر شائعات مفادها أن التضخم “مصطنع” أو “تديره” قوى خارجية. قد تؤثر المضاربات على الأسواق، لكن الأسباب الحقيقية هيكلية: الاعتماد على الواردات، وانخفاض قيمة العملة، والعجز المالي. إن تجاهل هذه الحقائق لصالح مزاعم مبالغ فيها يمنع المواطنين من فهم الحلول الحقيقية للمشاكل.

كما يدّعي البعض أن المساعدات الدولية “تدمر الليرة اللبنانية”. في الواقع، تُسهم هذه المساعدات في استقرار الخدمات الأساسية، بينما تهدف الإصلاحات المحلية إلى الحد من انخفاض قيمة العملة. إن إلقاء اللوم على المساعدات الخارجية في ضعف الاقتصاد الداخلي هو أسلوب شائع للتضليل.

ومن الأمثلة الأخرى الرواية الكاذبة عن وجود أموال لبنانية مخفية في الخارج، والتي يُفترض أنها تتحكم في الأسعار المحلية. في الواقع، ينبع عدم الاستقرار الاقتصادي من سوء الإدارة المصرفية والفساد والجمود السياسي. تُغذي المزاعم المبالغ فيها انعدام ثقة الجمهور وتُصرف الانتباه عن الإصلاحات الضرورية.

أحيانًا، يُعزى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود إلى جهات أجنبية فقط. لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا: يستورد لبنان أكثر من 80% من غذائه، ويُشكل انخفاض قيمة العملة، إلى جانب مشاكل سلسلة التوريد، عاملًا رئيسيًا. الروايات المُبسطة مُضللة وتُفاقم القلق العام. تنتشر على الإنترنت مزاعمٌ بأن لبنان “على حافة الإفلاس التام” بسبب مؤامرات خارجية. في حين أن الوضع المالي صعب، إلا أنه نابع من سنوات من سوء الإدارة المالية والفساد وغياب الإصلاح. ويزيد الذعر الذي تغذيه المعلومات المضللة من تفاقم الوضع الاقتصادي.

تبالغ وسائل التواصل الاجتماعي في تقلبات العملة، ناشرةً شائعات عن تلاعب متعمد. ورغم أن تقلب أسعار الصرف أمرٌ حقيقي، إلا أنه نابع من مشاكل هيكلية، وليس من مؤامرات سرية. لذا، يُعدّ التفكير النقدي والتحقق من الحقائق أمرًا أساسيًا لتجنب الوقوع في فخ هذه الروايات.

كما تُنتقد أحيانًا برامج الدعم – كتوزيع الغذاء والتعليم وغيرها من جهود الإغاثة – تحت تأثير المعلومات المضللة. إن تقدير نقاط قوتها مع الاعتراف بنقائصها يساعد في دحض الادعاءات الكاذبة والحفاظ على ثقة الجمهور بالخدمات الأساسية.

يزدهر التضليل الاقتصادي حول اقتصاد لبنان حيث تُتجاهل الحقائق. كيف يُمكننا مواجهته؟ استخدم مصادر موثوقة، وتحقق من الادعاءات المثيرة، وافهم الأسباب الهيكلية للأزمة، وشارك في نقاشات بناءة. الحقيقة هي أقوى أداة ضد الذعر والانقسام.