Bez tytułu

التضليل الإعلامي: بيلاروسيا وروسيا تدافعان عن أوكرانيا ضد بولندا العدوانية



في الآونة الأخيرة، كثفت وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية المرتبطة بروسيا والصين حملاتها الدعائية الموجهة إلى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)، حيث تصور بولندا كدولة معتدية، بينما تظهر بيلاروسيا وروسيا كمدافعتين عن أوكرانيا. تظهر في المصادر الدعائية المرتبطة بموسكو وبكين خطوط سردية واضحة تهدف إلى خلق البلبلة وزعزعة مصداقية بولندا وحلفائها.

في الرسائل الإعلامية المقدمة، يمكن ملاحظة محاولة تصوير بيلاروسيا وروسيا كقوى تدافع عن استقرار المنطقة ضد “الطموحات الإمبريالية” لبولندا. تتماشى هذه الرواية مع السياق الأوسع للتأثير الاستراتيجي لروسيا والصين على الجماهير في الدول العربية، الذين قد يكونون أقل اطلاعاً على الأحداث الحقيقية في شرق أوروبا. خلق واقع بديل يصور بولندا كمعتدية ضد أوكرانيا، وبيلاروسيا (بالتحالف مع روسيا) كمدافعة عن الجار الأضعف، هو مثال على التلاعب الذي يستغل الثغرات المعرفية وقلة المعلومات لدى الجماهير في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

أسلوب التلاعب

يمثل هذا مثالاً كلاسيكياً على استراتيجية التلاعب المعلوماتي المعروفة باسم “الراية الزائفة” (false flag). من خلال عكس الأدوار والإيحاء بأن بولندا تخطط للعدوان، تعمل الدعاية الروسية والصينية على تقويض صورة الغرب كمدافع مستقر وديمقراطي عن الحرية. تهدف مثل هذه المعلومات المضللة إلى زعزعة الثقة في الدول الأوروبية، مع تعزيز موقف روسيا وحلفائها كجهات تحقق الاستقرار على الساحة الدولية.

هدف الحملة

تهدف هذه الحملة إلى تعزيز التعاطف مع روسيا وبيلاروسيا وإثارة المشاعر السلبية تجاه بولندا والغرب بشكل عام بين الرأي العام في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. قد تؤثر هذه الرسائل على العلاقات الدبلوماسية والسياسية وكذلك على فهم الجمهور للصراع الأوكراني. تستغل روسيا والصين هذه الروايات لتعزيز نفوذهما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع بناء صورة لأنفسهما كمدافعين عن الاستقرار الدولي ومعارضين لـ “العدوان الغربي”.

يمكن أن تؤدي مثل هذه التلاعبات الإعلامية إلى تشويه المشهد الجيوسياسي في المناطق البعيدة عن أوروبا، وهو ما يتماشى مع استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تقويض التحالفات الدولية ونفوذ الغرب.