
صدر هذا التقرير في إطار مشروع “ألباتروس الثاني – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)”، الهادف إلى مكافحة التضليل (المعلومات المضللة) والتهديدات المعلوماتية التي تستهدف القيم والمؤسسات الديمقراطية، وتضر بالعلاقات الدولية وتؤثر سلبًا على صورة بولندا في لبنان والعراق ومصر. دراسة تأثير التضليل والدعاية على مجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) — تقرير، استراتيجيات الدفاع، وتطبيق التوصيات.
يقدم هذا التقرير تحليلاً متعدد الأوجه للبيئة المعلوماتية العراقية، مع الأخذ في الاعتبار السياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية. وقد نوقش بالتفصيل تأثير وسائل الإعلام التقليدية والحديثة على تشكيل الرأي العام، مع الإشارة في الوقت نفسه إلى أهمية أنشطة المجموعات العرقية والدينية المختلفة (السنة والشيعة والأكراد والتركمان)، والمنظمات السياسية، والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية. كما قام مؤلفو التقرير بتحديد ديناميكيات التأثيرات الإعلامية الخارجية التي تمارسها دول وجهات دولية أخرى، والتي تستغل الحساسيات الاجتماعية والدينية لتعزيز رواياتها ومصالحها الخاصة.
تتكون هذه الدراسة من عشرة فصول، يمكن للقارئ من خلالها الحصول على صورة شاملة للمشهد الإعلامي العراقي. يبدأ التقرير بمناقشة وسائل الإعلام المحلية (الحكومية والخاصة والإقليمية – مع التركيز بشكل خاص على إقليم كردستان العراق – وتلك المرتبطة بالجماعات الدينية والأقليات). تركز الفصول التالية على كيفية إدراك واستقبال المعلومات في المجتمع العراقي، بالإضافة إلى المجالات الرئيسية للتهديد والتلاعب، مع التشديد بشكل خاص على التأثيرات الخارجية الاقتصادية والأيديولوجية والجيوسياسية. ومن العناصر الهامة في التقرير القضايا التي تلامس الحساسيات النفسية والاجتماعية المحلية – صدمات الحرب، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، والعلاقات القبلية المعقدة. تتضمن الخلاصة توصيات تساعد في فهم ومكافحة محاولات التضليل التي تستهدف بشكل خاص نظرة العراقيين إلى الغرب وبولندا في الفضاء المعلوماتي العراقي.
قم بتنزيل التقرير الكامل هنا دراسة البيئة المعلوماتية في العراق
تثبت التحليلات المقدمة في التقرير أن سوق الإعلام العراقي شديد التنوع ومُسَيَّس بقوة. وتتوزع السيطرة على تداول المعلومات بين المؤسسات الحكومية والجهات الخاصة أو المذاهبية-الحزبية-العرقية المسؤولة عن البث. وتبقى الانقسامات العميقة في المجتمع، سواء على خلفية دينية-طائفية أو سياسية، عاملاً جوهرياً. ويشير التقرير إلى أن المتلقين الشباب يهيمنون على المجتمع العراقي، ويتزايد لجوؤهم إلى المصادر الإخبارية عبر الإنترنت، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، فإن هذا الجيل “الرقمي” معرض لعدد متزايد من الروايات المضللة، خاصة في المجالات الحساسة (مثل الدين، أو القضايا الأخلاقية والاجتماعية، أو التاريخ).
تُعد الاستنتاجات المستخلصة من هذه الدراسة مفيدة لكل من مراقبي سوق الإعلام، والمحللين وصناع القرار، وكذلك جميع الأطراف المهتمة بالأمن المعلوماتي في العراق. ويُمثل هذا التقرير نتاج بحث حول آليات التأثير الدعائي في هذا البلد، ويمكن استخدامه للتخطيط لإجراءات تهدف إلى مكافحة التأثيرات الخارجية الضارة. ومن خلال إدراك الحقائق المتغيرة والتوترات الداخلية، يمكن لهذا التقرير أن يساعد في الاستعداد بشكل أفضل للتحديات التي تفرضها البيئة الإعلامية العراقية المعاصرة.