
تم إعداد هذا التقرير ضمن إطار مشروع “ألباتروس 2 – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – مكافحة التضليل المعلوماتي والتهديدات المعلوماتية للقيم والمؤسسات الديمقراطية، التي تضر بالعلاقات الدولية وتؤثر سلباً على صورة بولندا في لبنان والعراق ومصر”. دراسة تأثير التضليل المعلوماتي والدعاية على مجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – تقرير واستراتيجيات دفاع وتطبيق التوصيات.
يمثل هذا التقرير تحليلاً متعدد الأوجه للبيئة المعلوماتية المصرية. وهو يتألف من فصول مستفيضة تعرض، من بين أمور أخرى، هيكل وخصائص وسائل الإعلام المصرية (التقليدية والحديثة)، والعادات المعلوماتية للمجتمع، والظروف الاجتماعية والثقافية التي تشكل استقبال الرسائل الإعلامية في مصر. كما تم تحليل مختلف أشكال التأثير الخارجي على الرأي العام والتقنيات والتكتيكات المستخدمة للتلاعب والدعاية، بما في ذلك العمليات النفسية الموجهة ضد الغرب وبولندا على حد سواء.
تتضمن فصول التقرير المختلفة، من بين أمور أخرى، توصيفاً للجهات الفاعلة المهيمنة في المشهد الإعلامي المصري (الحكومية، والخاصة، والإقليمية، والتابعة لجماعات سياسية أو دينية معينة، وكذلك الأجنبية)، وتحليلاً للعادات المعلوماتية للمجتمع (مع تصنيف حسب الفئات العمرية والاختلافات العرقية والدينية)، بالإضافة إلى استعراض للمجالات الرئيسية للتأثير الخارجي، مثل الاقتصاد والجغرافيا السياسية أو القضايا الأيديولوجية. وتضمنت المادة المشمولة بالتقرير أمثلة على سرديات وأشكال محددة للإقناع، مع الإشارة إلى الآليات الدعائية التفصيلية (بما في ذلك الروسية والصينية) التي تؤثر على الرأي العام المصري.
ويستكمل التقرير فصول مخصصة، من بين أمور أخرى، للمحددات النفسية والاجتماعية لعمل المتلقي المصري للرسائل الإعلامية، بالإضافة إلى دراسات حالة مختارة توضح كيفية بناء ونشر السرديات الموجهة ضد الغرب أو بولندا. يتيح التقرير الحصول على صورة شاملة للتحديات الحالية المتعلقة بالوصول إلى معلومات موثوقة في مصر، والاتجاهات التي قد تكون ذات أهمية للمراقبين والمحللين في سياق تكوين الرأي العام في هذا البلد.
يشير التحليل الذي تم إجراؤه إلى أن البيئة المعلوماتية المصرية شديدة التنوع وتخضع لسيطرة كبيرة من قبل أجهزة الدولة وجماعات مصالح مختارة. وفي موازاة ذلك، يتزايد دور وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام عبر الإنترنت، التي أصبحت جذابة بشكل خاص للجيل الأصغر سناً، الأكثر انفتاحاً على أشكال الاتصال الجديدة والتوجهات الدولية. ومما يلفت الانتباه أيضاً قابلية المجتمع للتأثر بالسرديات الدعائية أو المضللة، خاصة في سياق السياسة الخارجية، مما يساهم في ترسيخ عدم الثقة تجاه الغرب وحلفائه.
يصف التقرير بشكل شامل الروابط بين وسائل الإعلام والجماعات السياسية والدينية والعرقية، كما يأخذ في الاعتبار ظواهر الهجرة وقضايا اللاجئين، التي تؤثر بشكل إضافي على الاستقرار المعلوماتي والاجتماعي في البلاد.
تبرهن الأمثلة المقدمة للسرديات الروسية والصينية ووصف التكتيكات المستخدمة على أن مصر تظل منطقة رئيسية لعمليات التأثير الدولية. من وجهة نظر الباحثين وصناع القرار، توفر هذه الدراسة معرفة تتيح فهماً أفضل للعمليات المعلوماتية الجارية في هذه الدولة، وتساعد في تطوير استراتيجيات لمكافحة التضليل المعلوماتي والتلاعب، التي تعرقل التقييم الدقيق للوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.